إشعار باريس المبكر للجزائر بموقفها المقبل لصالح الصحراء المغربية.. مشبال: الهدف منه إعطاء الوقت الكافي للنظام الجزائري لامتصاص الصدمة

 إشعار باريس المبكر للجزائر بموقفها المقبل لصالح الصحراء المغربية.. مشبال: الهدف منه إعطاء الوقت الكافي للنظام الجزائري لامتصاص الصدمة
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الجمعة 26 يوليوز 2024 - 23:00

قال مراقبون إن الجزائر لم تشر لا من قريب أو من بعيد، لجبهة البوليساريو الانفصالية، في بيانها الاستنكاري الذي أصدرته أمس الخميس، ضد فرنسا، بعدما كشفت أن الأخيرة تعتزم إعلان دعمها لسيادة المغرب على الصحراء عبر المساندة الرسمية والكاملة لمقترح الحكم الذاتي لحل النزاع.

ولوحظ أن الجزائر تحدثت بنبرة مخالفة لما تدعيه في العديد من خطاباتها السياسية الرسمية المتعلقة بقضية الصحراء، حيث تردد دائما بأنها ليست طرفا في النزاع، في حين أبدت غضبا كبيرا في بيانها، واستعملت نبرة تهديد تُجاه باريس، وأوحت بأنها ستتخذ ردود أفعال على تلك الخطوة التي تستعد فرنسا القيام بها.

كما يرى كثيرون أن توجه فرنسا لتقديم إخبار مسبق إلى الجزائر بالقرار الذي تعتزم اتخاذه لصالح مغربية الصحراء، يشير بما "بما لا يدع مجالا للشك بأن الجزائر أكثر من 'طرف معني ' بملف الصحراء المغربية"، وفق ما صرح به الكاتب والمختص في الشؤون السياسية، الدكتور محمد الأمين مشبال، لـ"الصحيفة".

وحسب مشبال، فإن إقدام فرنسا على إطلاع الجزائر عن عزمها اتخاذ موقف يساند مشروع الحكم الذاتي في الصحراء المغربية قبل إعلانه بشكل رسمي وعلني، يكتسي معنى آخر أيضا، هو أن "الإشعار المبكر للنظام الجزائري يُعطيه الوقت الكافي لـ'امتصاص الصدمة'،  قصد تجاوز ردود فعل متشنجة لا تخدم في نهاية المطاف المصالح المتبادلة والمتشابكة ما بين الجزائر وفرنسا'.

وأضاف مشبال في هذا السياق، بأن "النظام الجزائري هو العقبة الحقيقية لتسوية سلمية ودائمة للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، والذي للأسف الشديد لا يخدم مشروع  مغرب عربي كبير يكون إطارا للتعاون وخلق قطب اقتصادي جهوي يستجيب للتحولات والتحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المطروحة على شعوب وبلدان المنطقة".

هذا وفي الوقت الذي أبدت الجزائر استنكارا شديدا وغضبا واضحا على خطوة فرنسا المنتظرة بشأن قضية الصحراء المغربية، فإن جبهة البوليساريو لازالت تلتزم الصمت على المستوى الرسمي، ولم تصدر أي رد فعل تُجاه ما كشفه بيان وزارة الخارجية الجزائرية، مما يطرح التساؤل من هو الطرف المعني أكثر بالنزاع.

وفي نفس الصدد، قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في تقرير نشرته في الساعات اللماضية، إن بلاغ الخارجية الجزائرية، يدخل في سياق الخطوة الاستباقية لمنع باريس من المضي قدما في عزمها، أو على الأقل لدفعها للتخفيف من حجم الموقف المرتقب.

وأضافت الصحيفة الفرنسية، أن حيثيات هذه القضية لازال يلفها الغموض، حيث لم تُصدر فرنسا أي بلاغ رسمي بشأن ما أصدرته الخارجية الجزائرية، وهو نفس الأمر بالنسبة للمملكة المغربية، مشيرة إلى أن الجزائر بدورها لم توضح طبيعة الموقف الفرنسي المرتقب، على اعتبار أن باريس تدعم منذ 2007 مقترح الحكم الذاتي، مما يطرح تساؤلا حول "الجديد" الذي سيكون في الموقف الفرنسي القادم.

واعتبرت صحيفة "لوموند" أن خروج الجزائر ببلاغ يتضمن نبرة تهديد لفرنسا، هو بمثابة خطوة استيباقية، مرجحة أن يكون التهديد مرتبط بالزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب أواخر هذا العام، واتخاذ هذه الزيارة مناسبة لإعلان دعم باريس لمقترح الحكم الذاتي كحل وحيد لنزاع الصحراء تحت السيادة المغربية.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

النظام الجزائري.. ووهم القوة !

صَرَف النظام الجزائري ما يزيد عن 350 مليون دولار عن استعراض عسكري دام ساعتين بمناسية الذكرى 70 لـ"الثورة الجزائرية". كل هذا المبلغ الضخم صُرف من خزينة الدولة، فقط، ليرسخ صورة ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...